د نصر بسيوني يكتب: النحل القزم والبكاء على اللبن المسكوب
د نصر بسيوني .. خبير دولي في تربية النحل – مصر
منذ سنوات عرض على القرار الوزاري الخاص بترخيص المناحل قبل صدوره وقد وضعت عدد من الملحوظات والاعتراضات عليه كان أهمها أنه «منقول حرفياً» من قرار تراخيص مزارع الدواجن خاصة النقطة التي تتحدث عن ان يبتعد المنحل عن الكتلة السكنية بمسافة 500 متر .
ورغم اعتراض الكثيرين معى (انا شخص بسيط لايملك اى سلطة) صدر القرار الذى أصبح قرار ضرره أكثر من نفعه لأى نحال رغم انه مع تعديلات بسيطة كان يمكن ان يكون أعظم قرار في تاريخ تربية النحل في مصر بدلاً من أن يصبح قرار مع إيقاف التنفيذ
هل انتشر النحل القزم في مصر أم لا ؟
الأيام الأخيرة كثر الحوار حول النحل القزم “أبيس فلوريا” وانتشاره وغزوه لمناطق شرق القاهرة و الدلتا وصعيد مصر وقد كان لى رأى شخصى في هذا الموضوع فضلت أن ألخصه في عدة نقاط حتى تكون شهادة لله وللتاريخ .
وأشهد الله أنى أتمنى أن يكون رأيى هذا خاطئاً حتى لا ننتظر كارثة لتربية النحل يصعب رفعها إذا ما وقعت خاصة أن النحال لايتحمل ضربة جديدة وسط الضربات المتلاحقة الأخيرة التي يعانى منها.
ما هو نحل الفلوريا أو النحل القزم وهل يمكن تربيته مثل المستأنس ؟
نحل «الفلوريا»، أو النحل القزم هو نحل برى صغير الحجم حوالى نصف حجم شغالة النحل المستأنس العادى المعروف في مصر يسكن الأشجار ويبنى قرص شمعى واحد في حجم كف اليد أو أحيانا يزيد قليلاً
هذا النحل لا يقبل ان يسكن الخلايا التي يجهزها له البشر وان حدث فيبقى بها لأيام فقط ثم يهرب منها.
هذا النحل يفضل السكن على الأشجار والمنازل حتى انه يفضل السكن داخل المنازل فبمجرد ان ينسى صاحب المنزل نافذة مفتوحة لساعات يدخل هذا النحل بسرعة ويكون عش له (قرص شمعى) على أي جزء أو جهاز بالمنزل كما شاهدنا الأيام الماضية في أطراف القاهرة.
هذا النحل «لا يميل إلي اللسع»، ألا إنه عند تعرض عشه (قرصه الشمعى) للخطر يبرز ألة لسعه ويصبح مدافع شرس عنه، وهو نحل نشط جداً ويقال انه يمكنه السروح ليلاً في الأيام التي يضيئ بها القمر بوضوح كما انه يسرح قبل ضوء الفجر .
خطورة النحل القزم علي النحل المستأنس
هذا النحل يهاجم خلايا النحل المستأنس ويسرقها فيسبب هجرة النحل منها (مسجلة بفيديوهات من مناطق شرق القاهرة)مع سرقتة للخلايا ينقل الأمراض من خلية لأخرى بعض المراجع ذكرت ان هذا النحل ينقل بعض أنواع الأكاروسات المشابهة للفاروا.
منذ سنوات شاهدت فيديو على اليوتيوب لشغالة من نوع النحل القزم الفلوريا وقفت على زهرة ووجدت بها رحيق فظلت تحرس هذه الزهرة وتمنع اى شغالة نحل عادية مستأنسة (ميليفرا) من الإقتراب من هذه الزهرة عدا شغالات الفلوريا كانت تسمح لها بالنزول على الزهرة وجمع رحيقها،أي ان هذا النوع من النحل يمكن أن يمثل منافس شرس للنحل المستأنس الذى نربيه على مصادر الغذاء والذى بالكاد يكفى النحل المصرى المستانس
هذا النحل سريع التكاثر جداً فهو يسكن موقع جديد ويبنى عش به ثم يتكاثر وفى خلال شهرين الى ثلاثة يبنى بيوت ملكات للتطريد فيخرج من الطائفة الواحدة عدد وصل في أحدى الصور من شرق القاهرة الى 15 بيت ملكى فاقس أو أكثر أي ان طائفة واحدة خلال شهرين الى ثلاثة يمكن ان تتكاثر الى 15 طائفة جديدة
العسل الذى تخزنه الطائفة يكون في أعلى القرص الشمعى ولايزيد عن 200 الى 250 جرام في أكبر الحالات وهو عسل خفيف الكثافة لا يرقى في جودته الى العسل المنتج من النحل المستأنس ولكن البعض يستغل أسم العسل الجبلى ليبيعه بأسعار مرتفعة.
هل تحتاج مصر النحل القزم في تلقيح المحاصيل ؟
البعض يدعى أن دخول هذا النحل سيسهم في زيادة تلقيح المحاصيل والأشجار في مصر ولهم أقول وهل نعانى في مصر نقص تلقيح للمحاصيل والأشجار وقصر النحل المستأنس أو الحشرات العادية في تلقيح المحاصيل حتى نستعين بهذا النوع من النحل خاصة ان الزراعات المفتوحة في مصر لا توجد مشكلة تلقيح بها (بعض الزراعات المحمية “الصوب” تحتاج نوع نحل الطنان) وما الضرر المقابل الذى سيقع على تربية النحل المستأنس في مصر خاصة ان مصر “كانت” تحتل المركز الأول عالمياً في تصدير طرود النحل المستأنس وكنا ننافس على مركز متقدم في تصدير العسل .
كان رأيى الشخصى منذ البداية هو ضرورة منع تقدم هذا النوع من النحل اتجاه الدلتا والقاهرة حتى تتوفر لدينا الدراسات الكافية حول فوائده وأضراره أما الأن وقد أنتشر في القاهرة وأغلب المحافظات فلا يتبقى أمامنا ألا الأنتظار و المشاهدة فمكافحته و القضاء عليه أصبحت مستحيلة .
لذلك فإن تشكيل لجنة للنظر في فائدة هذا النوع من النحل أو ضرره تبحث لسنوات في الموضوع لم يعد له فائدة فالنحل القزم إنتشر في كل الدولة وأصبح يستحيل مقاومته أو السيطرة عليه .
هناك العديد من الدول التي تمنع وتقاوم دخول هذا النحل لأراضيها حفاظاً على ثروتها النحلية مثل أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية
البعض يقول هذا النحل منتشر في في دول الجزيرة العربية بدون أي مشاكل وأعود وأرد عليهم وهل الطقس وظروف البيئة و الصحراء ونقص المياه والمزروعات عندنا تشابه ما عندهم ؟
الظروف المحيطة عندنا هي جنة لهذا النوع من النحل
وما هو قادم لايعلمه ألا الله