محمد هجرس يكتب: كيف نواجه تحديات صناعة النحل المصري لزيادة الصادرات
المهندس محمد هجرس
صاحب ومدير مصنع هجرس لتصنيع وتصدير مستلزمات المناحل
منذ تسعينات القرن الماضي بدأ النحالون المصريون في غزو السوق الخليجي بتصدير طرود النحل الحي لها ثم توالت الأعوام وكل عام ينمو ويزدهر تصدير الطرود المصرية في غياب الطرود الأسترالية نظرا لظهور أفه خنفساء النحل الصغيرة ومنعت تصدير الطرود من أستراليا وحلت الطرود المصرية مكان الطرود الأسترالية.
وبداية من عام 2016 بدأت تظهر مشاكل اقتصادية عالمية وتزامنت مع مشاكل التغيرات المناخية وفي الخليج أصبح الطلب علي تربية النحل في ثبات والآن تتجه للتناقص مما أدي لمشاكل كبيرة نلاحظها جدا.
ومنذ بداية أزمة كورونا عام 2020 ظهرت مشاكل في أعمال الشحن وبدأ ارتفاع أسعاره وإنخفاض القدرة الشرائية علي المستوي الدولي، رغم ان مصر نجحت في زيادة صادرتها من طرود النحل للتجاوز مليون و 360 ألف طرد عام 2021.
ولكن من البديهي ان نستهدف في منظومة صناعة النحل تحقيق أعلي عائد من تربية النحل وإنتاج العسل بما يخدم النحالين لمواجهة تحديات الصناعة بما ينعكس علي زيادة الطلب علي طرود النحل المصري بالأسواق الدولية.
ولكن إذا كيف نواجه تحديات صناعة النحل في مصر؟
حتي نواجه هذه التحديات علينا التكاتف معا يجب أن يعمل الجميع من نحالين وباحثين ومصنعين لمستلزمات النحل ومصدرين وتجار لمستلزمات النحل ومسئولين بالحكومه علي صياغة رؤيه للتحول من النحاله التقليديه إلي النحاله الحديثه والعمل من الأن علي تغيير الممارسات النحلية «العشوائيه» لدي بعض مربي النحل، وتحويلها لممارسات نحلية جيده متوفقه مع متطلبات الأتحاد الأوروبي حتي نستطيع العبور بالنحل والمنتجات النحليه والمستلزمات للسوق الأوروبيه.
يجب أن يكون هذا التحول علي ٥ محاور :
•المحور الأول : تحديث برامج مكافحة وإدارة أفات وأمراض النحل.
•المحور الثاني : تغيير السلالات القديمه المهجنه والاهتمام بتربية الملكات.
•المحور الثالث : تحديث مستلزمات وأدوات تربية النحل.
•المحور الرابع : تحديث مهارات النحاله المصرية ببرامج تدريبيه مستحدثه.
•المحور الخامس : تحديث أليات التعبئه والتغليف والتسويق لمنتجات النحل والنحل.
سوف نتناولها بالتفصيل في مقالتنا القادمه في منصة أسواق النحل
المحور الأول : تحديث برامج مكافحة وإدارة أفات وأمراض النحل.
من أهم أمراض وأفات النحل هي الفاروا يجب علي جميع النحالين إتباع برامج متكامله لمكافحة الفاروا وعدم الأعتماد فقط والافراط في استخدام مبيد الأميتراز والفلوفونيت لأن هذه المبيدات تقف عائقا أمام الصادرات المصرية من العسل والشمع الخام الذي يتمتع بأسعار تتعدي 10 يورو ولكن بشرط خلو الشمع من «الفلوفونيت والأميتراز».
يجب إستخدم الأحماض العضوية وأهمها حمض الفورميك 65 % وحمض الأوكزاليك ويجب التوسع في تطبيقهم وعلي الباحثين التوسع في نشر الأبحاث الخاصه بهذين الحمضين وعلي تجار مستلزمات المناحل توفيرهم وإستيرادهم من مصادر موثوقه وأيضا علي قسم بحوث النحل إستحداث وحدة ذات طابع خاص تقوم علي توفير حمض الأوكزاليك والفورميك للنحالين وطباعة منشورات وبوسترات بطرق إستخدامهم ونشرها في أماكن تجمع النحالين وفي مديريات الزراعه والجمعيات الزراعيه وفي محلات مستلزمات المناحل في شتي ربوع مصر.
إستخدام الزيوت العطرية وخاصة زيت الزعتر والتوسع في تطبيقه بالطرق المختلفه ونشره بين النحالين.
علي الباحثين التوسع في إستنباط سلالات مقاومة لـ«الفاروا» وتوعية النحالين الي ضرورة إنتخاب الملكات ذات السلوك الصحي الجيد والمقاومه للفاروا والاعتماد علي هذا الاسلوب في اداره الخلايا.
المحور الثاني : تغيير سلالات النحل القديمة المهجنه والاهتمام بتربية الملكات.
تربية النحل تعتمد علي ثلاث أضلاع ملكة جيده ونحال واعي ومرعي جيد لكن الضلع الاهم هو الملكه فهي أساس الخليه وفي وجهة نظري ومن خلال خبرتي في تربية النحل أعتقد أن التغيير في النحالة المصرية يبدأ من الملكات وينتهي عند النحال علينا جميعا ان نلقي وراء ظهورنا العشرات من السلالات التي دخلت إلي مصر في الثلاثين عام الماضيه وانتجت عشرات السلالات الرديئة الصفات يجب أن نخطو خطوات الدول التي بدأت تطوير مناحلها وبدأت بإستيراد الملكات الجيده ووضعها في أماكن معزوله وعلي القطاع الخاص من شركات وأصحاب محطات لتربية الملكات وأيضا قسم بحوث النحل العمل علي تأسيس محطات لتربية الملكات علي أعلي مستوي من الجودة التقنيه وأيضا علينا التوسع في التدريب تأهيل مربي الملكات.
في سوق النحاله المصريه يتم تداول وبيع ملكات عذاري وهذا من وجهة نظري هو اهم أسباب تدهور السلالات في مصر يجب أن لا يقوم أي نحال بشراء ملكات عذاري لان الملكة العذري لا تمثل أي إضافه للمنحل إذا تم تلقيحها بذكور رديئه.
يجب أن يتم تأسيس محطات كبيره لتربية الملكات تقوم بإستيراد ملكات من سلالات قياسية ويجب أن نقوم بتأسيس محطات لتلقيح الملكات يكون فيها خلايا من أمهات قياسيه خاصه بتربية وإنتاج الذكور ونوايات للتلقيح بمقاسات مختلفه كل مقاس حسب طبيعة الموسم.
إذا تحول سوق الملكات في مصر من سوق عشوائي إلي سوق منظم يقوده قسم بحوث النحل بقيامه بالتفتيش علي المحطات واصدار تراخيص لها واصدار إذون لإستيراد ملكات من الخارج قياسيه وايضا تدريب مربي الملكات واصدار رخص لمربي الملكات وتجديدها كل فتره بعد الخضوع لبرنامج تدريبي معين سوف يتحول السوق المصري لاكبر مركز في العالم لتصدير الملكات لكل دول العالم لان تصدير الملكات من إسهل عمليات التصدير وأسعارها مرتفعه ولا تحتاج لتجهيزات في الشحن والنقل مثل نقل الطرود.
المحور الثالث : تحديث مستلزمات وأدوات تربية النحل.
مقاسات الإطارات المصرية بها خلل وغير متوافقه مع المعيار العالمي لـ«انجستروث» فتجد طول الجزء العلوي من الإطار المصري 48.8 سم وفي لانجستروث 48.2 سم والجزء السفلي في الاطار المصري 43 سم وفي اطار لانجستروث 45 سم وهذا الفارق يصنع خلل في الخليه المصرية من علي جانبي الإطار تجد المسافه النحليه أكثر من 40 مم مما يعطي للنحل فرصه لبناء زوائد شمعيه بين جانبي الصندوق والاطار مما يعيق عمليات استخراج الاطارات اثناء الفرز.
علينا بتحديث وتطوير مقاسات الصناديق والاطارات لتناسب مقاس لانجستروث حتي يسهل تصدير الطرود لجميع الدول التي تعمل بنظام لانجستروث وايضا لعلاج الخلل في القياسات المصريه القديمه.
أيضا أدوات الفرز وتخزين العسل في مصر تحتاج الي ثوره يقودها مصنعي الفرازات بتحديث معدات التصنيع لديهم ومواكبة الثورة الصناعيه الحديثه التي تقوم علي استخدام الماكينات المبرمجه cnc وايضا علي تجار مستلزمات المناحل السعي في استيراد احدث المعدات من الخارج حتي نطور المعدات ونحصل علي منتجات نحل جيده.
المحور الرابع : تحديث مهارات النحاله المصرية ببرامج تدريبيه مستحدثه.
الفراعنه أول من ربي النحل في العالم يجب علينا الانطلاق من هذه النقطة بأن يغزو النحال المصري العالم فإنه للأسف تجد المناحل في أمريكا وأستراليا وكندا جميع النحالين من الفلبين في غياب تام للنحال المصري لماذا؟
الفلبين لديها مركز لتدريب النحالين وتأهيلهم وتعليمهم أصول تربية النحل وايضا الانجليزيه يجب علينا في مصر أنشاء مركز تدريب للنحالة تحت إشراف وزراة الزراعه ويتم وضع برامج تدريب متعده من نحال مبدأ حتي درجه الاحتراف في تربية النحل وتربية الملكات ويتم إصدار رخص للنحالين معتمده من وزراه الزراعه بعد الخضوع لهذه البرامج واجتياز الاختبارات حتي يتمكن النحالين من العبور للاسواق الخارجيه وايضا لرفع مستوي النحال المصري داخليا ومعرفته باحدث طرق ادارة خلاياه وانتاج افضل منتجات من منحله.
المحور الخامس : تحديث أليات التعبئه والتغليف والتسويق لمنتجات النحل والنحل.
التعبئة والتغليف لمنتجات النحل في مصر يحتاج النحال المصري التوجه لاستخدام العبوات الزجاجيه وان يكون النحال ملم بجميع الاجراءات المطلوبه لطرح عسله للسوق او تصديره وتعليمه كيفيه دراسه الاسواق الخارجيه ومعرفة مواصفات ومتطلبات كل سوق.
ويجب ان يكون لكل نحل صفحة علي الانترنت من خلال انشاء موقع اليكتروني او مواقع التواصل ويجب ان يكون علي دراية بقواعد التصوير الفوتوغرافي لتصوير جميع مراحل الانتاج بطريقه احترافيه او توفير هذه الخدمه عن طريق جمعيات المجتمع المدني والاتحادات المختصه في تربية النحل .
وعلي النحال معرفة قواعد التجاره الدولية واصول وقواعد الشحن وطرق تأمين وتحويل الأموال.
واخيرا :
إذا أتفقنا جميع أن نعمل علي هذه المحاور الخمس سوف يكون قطاع النحل في مصر في مكانه مرموقه بين الدول وسوف يعود بالنفع علي النحال فسوف يرتفع أسعار العسل والطرود ويزدهر قطاع تربية النحل في مصر وسوف تتحول مصر إلي محطة عالميه للنحاله.
المقالات تعبر عن رأى كتابها ولا تعبر بالطبيعة عن رأي مؤسسة أسواق النحل
أسواق النحل