دراسة عن النحل.. تفاعلات الكيماويات الزراعية أحد عوامل ارتفاع وفيات النحل
أكبر التحديات التى تواجه البشرية الآن الى جانب فيروس كورونا هو الانخفاض الملحوظ فى أعداد النحل حول العالم مما يمثل تهديداً للأمن الغذائي علاوة على التأثير على النظم البيئية.
أسباب تراجع أعداد النحل حول العالم
وأشارت الدراسات الى أن أسباب تراجع أعداد النحل، فرط استخدام الكيماويات الزراعية والممارسات الزراعية المكثفة مع التغيرات المناخية التى تسببت في ارتفاع درجة حرارة الأرض ويعتقد أن التفاعلات ما بين الكيماويات الزراعية ربما تكون السبب الرئيسي في هذا الانخفاض لأعداد النحل.
وتناولت العديد من الدراسات طبيعة تلك التفاعلات، وتأثيراتها على صحة النحل، وكشفت عن نتائج متنوعة، منها دراسة لفريق من الباحثين، بقيادة الاحث هاري سيفيتر، الباحث بكلية العلوم الطبيعية بجامعة تكساس، تعتمد على تحليل التفاعلات التآزرية بين الكيماويات الزراعية والطفيليات والضغوط الغذائية.
ووفقا لدراسة الفريق البحثي تحدث التأثيرات التآزرية حينما يكون تأثير الضغوط مجتمعةً أعلى كثيرًا من التأثيرات المتوقعة، التي قد تؤدي إلى هلاك النحل، وترتفع هذه التأثيرات عندما يتعرض النحل لمواد كيميائية زراعية متعددة، في حين تكون التأثيرات في حدود التوقعات عندما يتعرض النحل للطفيليات أو الضغوط الغذائية أو لكليهما معًا.
يوضح “سيفيتر”، أن الأمر يشبه سؤال الطبيب لك عما إذا كنت تتناول أي أدوية قبل أن يصف لك علاجًا جديدًا؛ لأن الأدوية تتفاعل فيما بينها، الأمر الذي قد يتسبب في تعطيل العلاج، بل ربما يؤدي إلى الإضرار بصحة المريض.
إلا أنه عندما يتعلق الأمر بإصدار التراخيص المطلوبة للسماح باستخدام الكيماويات الزراعية، مثل مبيدات الآفات وغيرها، لا يتم النظر -في كثير من الأحيان- إلى كيفية تفاعُل المواد الكيماوية معًا في الأنشطة الزراعية، وبالتالي لا تؤخذ تأثيراتها البيئية في الاعتبار.
ويساعد النحل -وملقحات أخرى مثل الفراشات والخفافيش وطيور الطنان- العديد من الأنواع النباتية، بما في ذلك المحاصيل الغذائية، على التكاثر، ولا يقتصر دور الملقحات على المساهمة المباشرة في الأمن الغذائي وحسب، بل تُعد عنصرًا أساسيًّا في الحفاظ على التنوع الحيوي على مستوى العالم، ووفقا لمنظمة الفاو، تعتمد ثلاثة أرباع المحاصيل الغذائية من الفواكه، اعتمادًا كليًّا أو جزئيًّا على النحل وغيره من الملقحات.
ويرى “سيفيتر” أن كثيرًا من النظم البيئية التي يعيش فيها النحل اليوم أصبحت “معاديةً” بشكل كبير، مشيرًا إلى أنه في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، تشير التقديرات إلى فقدان 97% من الأراضي العشبية شبه الطبيعية، التي كانت الزهور البرية الغنية بالرحيق تنتشر فيها، وكانت أعداد كبيرة من النحل تلجأ إليها بحثًا عن الطعام.
ويضيف سيفيتر أن التجارة في نحل العسل، لأغراض التلقيح، دون ضوابط لضمان سلامة أنواع النحل، تسببت أيضًا في زيادة الطفيليات الضارة، وما يزيد من تفاقم المشكلة أن النحل أصبح يتعرض -وبشكل روتيني- لكميات كبيرة من الكيماويات الزراعية المختلفة.
ولجأ “سيفيتر” وزملاؤه إلى تحليل بيانات تم جمعها في دراسات علمية سابقة، على مدار العقدين الماضيين، ليتوصلوا إلى نتيجة مفادها أنه عندما يتعرض النحل لمجموعة من الضغوط، منها المبيدات الحشرية، والطفيليات، ونقص الغذاء، فإن ذلك يؤدي إلى تفاقم التأثير السلبي لكلٍّ منها.
لمعرفة الأخبار المتعلقة بالنحل اضغط هنا