الموقع تحت التأسيـس

الموقع تحت التأسيـس

كشف تقارير وزارة الزراعة عن لجوء بعض أنواع النحل لعدد من الحيل لكي تتمكن من إجبار النباتات علي الإزهار السريع، كي تحصل علي رحيق هذه الأزهار، ومنها النحل الطنان حيث يتميز  بأنه نوع واسع الحيلة، فعندما يكون اللقاح شحيحًا ولم تزهر النباتات القريبة من خلايا النحل الطنان، نجد شغّالات النحل وقد ابتكرت طريقةً لإجبار النباتات على الإزهار.

وكشف بحث نُشر في دورية «ساينس» Science عن أن تفاصيل هذه الحيلة ومنها أن الحشرات تثقب أوراق النباتات، وهو ما يجعلها تزهر قبل 30 يومًا في المتوسط من موعدها دون هذا التدخل. موضحا أن هذه الإستجابة توضح العلاقة بين  إستجاب النباتات لعضات النحل الطنّان بالإزهار؟ لكن يقول الباحثون إن اكتشاف سلوك جديد لدى مثل هذا الكائن المألوف لهو أمر مدهش.

يأتي ذلك تأكيدا علي نتائج الأبحاث السابقة  التي أظهرت أن الإجهاد يمكن أن يستحث النباتات على الإزهار، تساءلت دي مورايس وزملاؤها أيضًا عما إذا كان النحل يُحدِث الإزهار وفق الطلب. حيث رصدت الدراسة نوعًا واحدًا من النحل الطنّان في تجربة معملية ، عندما لاحظوا أن الحشرات كانت تتلف أوراق النباتات.

ووفقا للدراسة وضع الفريق البحثي  نحلات طنّانة محرومةً من اللقاح مع نباتات الطماطم والخردل داخل أقفاص شبكية. وسرعان ما أخذ النحل يُحدِث ثقوبًا عدّة في أوراق كل نبات باستخدام فكوكه السفلية وخراطيمه.

وحاول الباحثون تكرار الضرر الذي أحدثه النحل الطنّان في نباتات إضافية باستخدام كُلَّاب ومُوسَى. أزهرت كلتا مجموعتي النبات مثقوبة الأوراق على نحوٍ أسرع، غير أن تلك التي ثقبتها النحلات سبقت في إزهارها تلك التي ثقبها العلماء بأسابيع، وهو ما يقترح أن المواد الكيميائية الموجودة في لعاب النحل ربما تكون ذات صلة بالأمر أيضًا.

انتقل الباحثون  بعد ذلك إلى خارج المختبر كي يستكشفوا ما إذا كان النحل الطنّان سيواصل إتلاف النباتات غير المزهرة القريبة من العش حتى لو كانت هناك نباتات مزهرة متاحة على مسافة أبعدـ وهذا ما حدث بالفعل ،  إذا كان عليها الطواف بعيدًا في الحقل كي تجد الأزهار، فسيظل من المعقول أنها تسلك سلوك الإتلاف هذا على مقربة من العش إذا كان ذلك سيساعد على توفير الموارد المحلية في وقت أقرب.

ويسعي العلماء إلي دراسة الكيفية التي ربما تطوّر بها هذا السلوك، ومدى انتشاره بين أنواع النحل الطنّان البري الأخرى، إلى جانب ما يحدث في النباتات على المستوى الجزيئي بعد التعرّض لعضات النحل.

كما  يمكن أن يساعد فهم تلك الأسئلة على التنبؤ بصورة أفضل بقدرة النحل الطنّان على الازدهار في المستقبل، في الوقت الذي يهدد التغيّر المناخي بإخلال التناغم الدقيق الذي تتسم به العلاقات بين النباتات والكائنات المُلَقِّحة عن طريق تغيير توقيت الإزهار والسبات الشتوي للحشرات وهجرتها.

وتنشر «أسواق النحل»، حقائق مثيرة للاهتمام حول النحل الطنان  منها إنه يمكن للنحل الطنان أن يصل طوله من ¾ إلى 1 بوصة في الطول ، ويغطي جسم النحلة الطنانة كله بالشعيرات ذات اللون الأصفر ، الأسود (بالترتيب والتناوب).

تتميز النحلة الطنانة بأن  لديها 2 من الأزواج من الأجنحة الغشائية و 3 من أزواج الأرجل . تم تصميم الساقين لجمع حبوب اللقاح .

يستخدم النحل لحاسة الشم للكشف عن الزهور الغنية بالرحيق . تقع حاسة الشم على الهوائيات من على رأسه . ينتج النحل لصوت الأز نتيجة اهتزاز العضلات المستخدمة للطيران . هذه العضلات تعمل على زيادة درجة حرارة الجسم وتسهيل طريقة جمع حبوب اللقاح .

يأكل النحل لحبوب اللقاح والرحيق التي تجمعه من مختلف الزهور . إنها تنتج كمية ضئيلة من العسل الذي يتم استخدامه كغذاء لصغار النحل، ويعيش النحل في المجتمع الذي يتكون من ما يصل الى 400 شخص . وهي مقسمة إلى ثلاث مجموعات: الملكة ، الشغالات وطائرات بدون طيار . الشغالات تتطور من البيض خلال فصل الربيع .

تقوم الشغالات بجمع حبوب اللقاح وتغذية حديثي ولادة النحل. الطائرات بدون طيار تتطور من البيض خلال فصل الصيف ، بينما يموتون على الفور بعد عملية الإخصاب .

إسبات الملكة يحدث خلال فصل الشتاء ويبدؤا في وضع البيض في فصل الربيع . إنها تضع مابين 8-12 بيضة في المرة الواحدة . يظهر صغار النحل بعد 21 يوما .

يخضع النحل للخضوع الكامل للمراحل التالية (يمر النحل بأربعة مراحل تتطور فيه من البيضة إلى الحشرة الكاملة) . يحتاج البيض للتمرير على هذ المراحل قبل أن يتحول إلى حشرة كاملة .

يعيش النحل في أعشاش في الأرض أو مصنوعة من أكوام من الأوراق . كما أنها يمكن أن تستخدم الأعشاش المهجورة من الطيور أو الحيوانات الثديية . النحلة الطنانة هي محل تقدير كبير من قبل مجموعات النحل لأنهم يقوموا بتلقيح النباتات الذي يستخدم في غذاء الإنسان . النحل يقوم بتلقيح النباتات مثل التفاح والكرز والطماطم والقطن ، والخردل . . غالباً ، ما ينجذب النحل لزهور الزرقاء والبنفسجي .

العمر يعتمد على نوع نحل الطنان . تموت الطائرات على الفور بعد الإنجاب . ويمكن للشغالات البقاء على قيد الحياة لمدة شهرين . بينما تعيش الملكة لمدة سنة واحدة .

وبسبب ارتفاع معدلات درجة الحرارة اضطرت حشرات كثيرة إلى مغادرة مناطق عيشها والانتقال إلى مناطق شمالية تتصف بمناخ أبرد.

لكن النحلة الطنانة وجدت نفسها عاجزة عن الهجرة إلى تلك المناطق. ولم يكشف العلماء حتى الآن عن سبب هذا العجز.

وجمع العلماء في أثناء الدراسة معلومات تتعلق بحياة 67 صنفا من النحل الطنان منذ عام 1901. واتضح أن الحدود الجنوبية لاستقرار تلك الحشرات انحرفت، بسبب التغيرات المناخية، نحو الشمال إلى مسافة 300 كيلومتر، فيما بقيت الحدود الشمالية في مكانها.

ولم تستطع النحلة الطنانة، خلافا للحشرات والحيوانات الكثيرة، الهجرة إلى مناطق باردة، ما أدى إلى تضيق منطقة استقرارها.

ويرى علماء البيولوجيا أن النحلة الطنانة تتحمل ارتفاع درجة الحرارة أسوأ من الفراشات مثلا. ويشتبه العلماء أن النحلة الطنانة لا تجد في المناطق الشمالية النباتات اللازمة لها. أو هناك سبب آخر ، وهو قلة جاليات النحل ، ما يجعلها عاجزة عن الاستقرار في مكان جديد.

فيما يقول العلماء إن نحو 25% من صنوف النحل الطنان أبدت صمودها أمام التغيرات المناخية، وضمنها النحلة الطنانة البرية مثلا. ويمكن أن تساعد دراسة هذا الصنف من النحل في إبقاء الصنوف الأخرى في الطبيعة.