>> عبدالمجيد: السماح باستخدامه في الصوب الزراعية فقط وقبل التزهير للمحاصيل
قال الدكتور محمد عبدالمجيد رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية ان قرار بتقييد إستخدام مجموعة من المبيدات تحمل أسم لمجموعة النيونيكوتينويدز، وحظر إستخدامها في المزارع المكشوفة وقصر استخدامها علي البيوت المحمية (الصوب الزراعية) يأتي في إطار تطبيق قرارات المرجعيات الدولية التي إستند إليها القرار المصري، ومنها قرار المفوضية الأوروبية نظرا لوجود علاقات إقتصادية وتجارية وشراكة إستراتيجية مع الإتحاد الأوروبي وخاصة ان معظم الصادرات الزراعية يتم لهذه الدول، مشيرا إلي أن القرار إستند أيضا لتأثير هذه المجموعة من المبيدات علي بيئة النحل الذي يساهم بنسبة كبيرة في تحديد حجم إنتاجية المحاصيل الزراعية.
وأضاف “عبدالمجيد”، في كلمته خلال ورشة العمل التي نظمتها شركة “سينجينتا” الدولية للكيماويات والبذور، تحت عنوان ” مجموعة النيونيكوتينويدز ما لها وماعليها”، بحضور خبراء المبيدات في مراكز البحوث والجامعات وخبراء النحل، إن قرار التقييد يعتمد علي أهمية قطاع تربية النحل في الاقتصاد العالمي والأمن الغذائي الدولي حيث يساهم النحل في تلقيح ما يزيد عن 85% من الأزهار وما قيمته 35% من الإنتاج الزراعي العالمي كما يلعب دور كبير في الإنتاج الزراعي الأمريكي بقيمة 15 مليار دولار في ظل وجود حوالي 400 نوعا من النحل فقط في شمال الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح ان فرص تعرض النحل لهذه المبيدات من خلال تلوث حبوب اللقاح والرحيق والرش المباشر والتلامس مع متبقيات المبيد عند زيارة النحل للأزهار وتلوث في أماكن الحضنة، مشددا علي أهمية تطبيق وسائل للتخفيف من تعرض النحل للمبيدات من خلال توقيت المعاملة بالمبيدات إعتمادا علي تفادي المعاملة بالمبيدات وقت سروح النحل وأثناء التزهير أو بالقرب من الخلايا، فضلا عن تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة بإزالة أزهار الحشائش وتفادي تناثر سائل الرش.
وأشار “عبدالمجيد”، إلي أن سمية هذه المبيدات علي النحل تم ملاحظته من ملاحظة فقد معنوي لعدد خلايا نحل العسل وقوة طوائف النحل سنويا، بالإضافة إلي ملاحظة السمية المؤثرة علي نحل العسل وغيره من الحشرات النافعة حتي علي المستويات المنخفضة من التعرض، مشيرا إلي أن هذه المشاكل تنعكس علي الأضرار التي تحدث للنحل نتيجة التعرض مثل فقد التوجيه وإعاقة التغذية والشلل وضعف الطوائف أو إنهيار وإضطراب الطائفة، ويفشل النحل في الإهتداء للخلية كما يسبب التعرض للمبيد من هذه المجموعة بجرعات “تحت مميته” قد يقلل من حساسية التذوق وإنخفاض القدرة علي التعلم لدي النحل مما يؤدي في النهاية إلي إنهيار طوائف النحل.
وأوضح رئيس لجنة المبيدات خلال ورشة العمل ان هذه المجموعة لها تأثير كبير علي الحياة البرية حيث نشر جمعية الحفاظ علي الطيور 200 دراسة علمية عام 2013 تدعو إلي إيقاف إستخدام هذه المجموعة من المبيدات كمعاملات بذور نظرا لسميتها علي الطيور واللافقريات المائية وغيرها من الحياة البرية، مشيرا إلي إنه في نفس العام نشرت دراسة ألمانية توضح تلوث المياه بتركيزات مسموح بها من بعض من هذه المبيدات ولكنها أدت إلي التأثير علي 50% من اللافقريات في البيئة المائية.
ذلك يأتي رغم ان هذه المجموعة من المبيدات مسجلة في 120 دولة ووصل حجم مبيعات هذه المجموعة من المبيدات 1.6 مليار دولار عام 2006 ، بمعدل 24% من حجم مبيعات المبيدات الحشرية،ووصل حجم مبيعات هذه المجموعة العام الحالي إلي حوالي 3 مليار دولار بنسبة بلغت 40% من حجم مبيعات المبيدات الحشرية، والتي تنتجها 5 شركات دولية هي شركات سينجينتا وسوميتومو ونيبون صودا وباير وميتسيو، مشيرا إلي أن هذه المجموعة تضم 7 مبيدات منها 6 في مجال الزراعة وواحدة في مجال الصحة العامة لمكافحة البراغيث المتطفلة علي الحيوانات المنزلية الأليفة ويصل معدل إستهلاك مصر السنوي من هذه المبيدات 100 طن من المادة الفعالة لهذه المجموعة، من احمالي 10 الاف طن بنسبة 1% من خحم استهلاك المبيدات.
وأوضح رئيس لجنة المبيدات ان هذه المجموعة من المبيدات تستخدم لمكافحة الآفات الحشرية لمحاصيل القمح وبنجر السكر، وتعامل رشا علي المجموع الخضري لأشجار الفاكهة والبيوت المحمية، بالإضافة إلي إستخدامها في معاملة التربة لقطاع نباتات الزينة ومعاملة البذور وحقن الأشجار، مشيرا إلي أن معظم هذه المبيدات قابل للذوبان في الماء ولها سلوك جهازي واضح، فضلا عن أنها ثابتة إلي حد ما أي تنهار ببطء في البيئة.
وأضاف “عبدالمجيد”، ان هذه المبيدات تتميز أيضا بقدرتها علي البقاء في البيئة حيث تتراوح فترة الحياة في ضوء الشمس حوالي 43 يوما وتصل إلي 1386 يوما في غياب ضوء الشمس والكائنات الحية الدقيقة، وتختلف فترة ثباتها في التربة من مركبات عالية الثبات تصل إلي 300 يوما مثل مبيد الوميدا كلوبريد، إلي متوسطة الثبات بمعدل 50 يوما كما في حالة مبيد التيموسوكسام، إلي ضعيفة الثبات ليوم واحد فقط كما في مبيد الاسيتامبريد.
وأشار عبدالمجيد ان قرار لجنة المبيدات بوضع قيود علي إستخدام هذه المجموعة من المبيدات جاء إعتمادا علي قرار المفوضية الأوروبية لعام 2013 بحظر إستخدامها خلال فترة التزهير بالإضافة إلي مراجعة موقف هذه المبيدات بصفة دورية حتي توفير الدراسات الفنية لتقييم المخاطر وظل القيد ساريا في إستخدام هذه المجموعة حتي نهاية يناير 2017 وخاصة في فرنسا وألمانيا وسلوفينيا، لافتا إلي أن هيئة سلامة الغذاء الأوروبية توصلت في 28 فبراير 2018 إلي خطورة إستخدام هذه المركبات الثلاثة وهي Clothiandin، و Imidacloprid ، و Thiamethoxam، وفي 30 مايو 2018 أصدرت المفوضية الأوروبية التشريع الذي يحظر إستخدام هذه المركبات الثلاثة في الأماكن المفتوحة بالحقول والسماح بإستخدامها داخل البيوت المحمية.
وشدد رئيس لجنة المبيدات علي ان قرارات المرجعية الدولية دفعت مصر لاتخاذ قرار بقصر إستخدام مجموعة هذه المبيدات (النيونيكوتينويدز) مع خفض الكميات المستوردة منها بنسبة 20% سنويا، موضحا أنه تقرر حظر إستخدام مبيد الكلوثياندين والديهنو تيفوران، والسماح بإستخدام مبيد الثيا كلوبريد حتي 30 أبريل المقبل 2020 والسماح بإستخدام مبيد الاميداكلوبريد في البيوت المحمية حتي 30 يوليو 2022 .