منتصر صباح يكتب عن يوم النحل العالمي
منتصر صباح الحسناوي
مدير مركز ابحاث نحل العسل العراقي ونائب رئيس اتحاد النحالين العرب
بدأت تربية النحل منذ آلاف السنين ومنذ ذلك الحين لم يقلل أبداً من شأن هذه الحشرة و منتجاتها، بل كانت الاشارة لها بوصفها مثلاً للرقي والنظافة والتنظيم فيما كان منتجها افضل ما يشار له من الغذاء فضلاً عن دوره العلاجي.
في العقد الاخير كان هناك توجهاً اعلامياً كبيراً للحفاظ على الثروة النحلية في كل ارجاء العالم ولعل اهم اسبابه كان ظهور متلازمة اختفاء النحل (CCD) التي حيرت العلماء في مسبباتها ودقت صافرة الانذار عندما ذكر السؤال التالي :
ماذا لو اختفى النحل !؟
خاصة اذا ما علمنا ان 90% من الأزهار البرية في العالم تعتمد على الملقحات الحشرية لانتاج بذورها.
وان تلك الحشرات مسؤولة عن 35% من انتاج المحاصيل في العالم.
كما ان الاهتمام بالنحل هو جزء من العمل على انهاء الفقر بالعالم وضمان التنوع البيولوجي الذي يعد ضرورة لبناء مرونه في النظم الايكولوجية والتكيف مع تغير المناخ.
فضلاً عن الخسائر الكبيرة التي طالت عدداً كبيراً من نحالي العالم لاختفاء النحل ونقص الانتاج.
كانت البداية من عدد من المنظمات التي طالبت او وضعت يوما خاصاً بها فكان ذلك في الولايات المتحدة و عدد من الدول ومنها العربية، لكن في اجتماع لمنظمات النحل في سلوفينيا (اكتوبر 2010 ) كانت المبادرة الاولى والتي كان اتحاد النحالين العرب ممثلاً برئيس الاتحاد الاستاذ فتحي البحيري أحد الموقعين عليها بجعل يوم ” 20 أيار/مايو ” يوماً عالمياً لنحل العسل الذي تقدمت به سلوفينيا بشكل رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015 والتي كانت قد اعتمدت القرار 21172 في عام 2017، بإعلان يوم 20 مايو من كل عام يومًا عالميًا للنحل، بهدف توجيه انظار الجمهور ودعوتهم إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للحفاظ على النحل وحمايته لمساهمته في التنمية المستدامة للبيئة فضلاً عن تشغيل الايدي العاملة ومكافحة البطالة.
وقد شارك في رعاية القرار 115 دولة عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والصين والاتحاد الروسي والهند والبرازيل والأرجنتين واستراليا وجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وكان اختيار هذا اليوم تحديداً تزامناً مع ميلاد انطون جانشا رائد تربية النحل الحديثة في القرن الثامن عشر في سلوفينيا.
ومذ ذلك الحين يقيم اتحاد النحالين العرب نشاطات احتفالية في الدول العربية من خلال اعضائه تستهدف التعريف باهمية النحل ومنتجاته و زراعة الاشجار الرحيقية في حملات جماعية املاً بتحقيق بيئة سليمة خالية من الملوثات بما يضمن سلامة النحل والبشر .